طار عن أيكته مغتربا Poem by وديع عقل

طار عن أيكته مغتربا

طار عن ايكته مغتربا {#spc}مذ رأى الأيكة صارت حطبا
بلبلٌ بغداد كانت روضه{#spc} وله دجلة كانت مشربا
عربيٌّ وهو أعلى نسبٍ {#spc} لمن استعلى بان ينتسبا
قطع الدهرُ عليه سبباً {#spc}فطوى الآفاق يبغي سببا
غادر الزوراءَ صباً معوزاً {#spc} وهو أغنى الناس فيها ادبا
ذا عليٌّ راحلاً مرتزقا {#spc}راكباً في كلِّ هول مركبا
تاركاً هنداً على جمر الغضا {#spc}وفؤاداً عندها ملتهبا
ينتحي الأندلسَ العظمى وما{#spc} حسب الخيبة فيما حسبا
رحلةً لا يقدم المرءُ علي ها{#spc} ولو صاحب فيها السلهبا
رحلة من مشرق الأرض {#spc}على قدميه بلغته المغربا
ما شجاه عندما ودع بغ داد{#spc} أن يترك أماً وأبا
فتنةٌ في مقلتيها للمها بهجةٌ {#spc}في الجيد منها للظبا
وعليٌّ شاعرٌ غضُّ الصبا {#spc} صارم ان سُمتَه الخسف نبا
وهواها كهواه دونه شادتِ {#spc}العفَّةُ حِصناً اشبا
امسكوها عنه لما عجزت يده{#spc} عن مهرها فاضطربا
فنوى رحلته ملتمساً ان{#spc} يلاقي في نواه النشبا
فبكت هندٌ وقد ودعها {#spc} باكياً منقبضاً مكتئباً
ناشدتهُ بالهوى ان لا يروّ عها{#spc} بالبعد عنها فأبى
ويلَ هندٍ عندما فارقها {#spc} زلزل العيشُ بها وانقلبا
واقامت عمرها باكيةً {#spc} مهجةً ولت وقلباً ذهبا
ومضى الشاعر في سفرته{#spc} ضارباً في كل صقع مضربا
قطع الأشهر يطوي تارة{#spc} بلداً حيناً وحيناً سبسبا
فأتى مرماه محمولاً على{#spc} أمل في فلكٍ حاكى سبا
ملكٌ كان إذا ما جاءه {#spc} مادحٌ أجرى عليه الذهبا
ومشى شاعر بغدادٍ إلى بابه{#spc} نضو رحيل متعبا
وغدا ينشده قافيةً {#spc} تمرح القفر وتجري السحبا
آيةٌ في الضاد لو أنشدتها {#spc}اعجمياً لانبرى مستعربا
هزت العاهل في سدته فقضى{#spc} في النفس منها العجبا
ملكت مهجته لكنه {#spc} ملك عن له ان يلعبا
لم يجز منشدها بل رده {#spc}فمضى والنفس جاشت حربا
واتى خاناً فأحيا ليله {#spc}كاتباً في رقعة ما كتبا
ثم ألقى رأسه مستغرقاً {#spc} في كراه شأن نضوٍ تعبا
نام نوماً ليس يبقي بعده {#spc}لشجيٍّ ان يعاني نصبا
وأراد الملك الممدوحُ في {#spc} الغد جداً بالفتى لا لعبا
طلب الشاعر كي يكرمه {#spc} ويحه لم يدر من ذا طلبا
ذهب الساعي إليه صارخاً يا {#spc}عليُّ انهض بلغت الأربا
وعليٌّ كان غصناً فذوى{#spc} وسراجاً عربياً فخبا
اطبق اليأس عليه فقضى {#spc}من أساه وهو في شرخ الصبا
وجدوا في ثوبه منظومةً {#spc} صاغها في الليل ثم انقبضا
شاكياً فيها إلى هند النوى {#spc}ناعياً طالعه منتحبا
مؤثراً لو ودعته روحه {#spc} قبل ان ودع ذاك الكوكبا
ذلك الشاعر قد مات ولا {#spc}شاعر يألف عيشاً طيبا
انما المال لمن هان وما {#spc}خلق الشاعر إلا إذا إبا
ليته كان وبغدادٌ على عرشها{#spc} فيصلها الماضي الظبى
لكفاه وكفى هند النوى {#spc} وتباريح الجوى والعطبا
كل من في العرب لا يدعو له {#spc}خالف الحق وخان العربا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success