العُمرُ قَصرٌ نَحنُ بَينَ رِحابِهِ Poem by إلياس أبو شبكة

العُمرُ قَصرٌ نَحنُ بَينَ رِحابِهِ

العُمرُ قَصرٌ نَحنُ بَينَ رِحابِهِ {#spc} وَالمَوتُ مُنتَصِبٌ عَلى أَبوابِهِ
وَالمَرءُ إِن يَفخَر بِأَنسابٍ لَهُ {#spc} فَالتُرقُ وَالديدانُ من أَنسابِهِ
ما الجِسمُ في هذا الوُجودِ سِوى بَلىً {#spc} تَمشي العُصورُ عَلى أَديمِ تُرابِهِ
مِن عَهدِ آدَمَ وَالضَريحُ مهيّأ {#spc}وَجَميعُ هذا الخَلقِ رَهنُ طِلابِهِ
كُلٌّ يُغَيبهُ الزَمانُ إِلى الهبا {#spc} وَكَذا الزَمانُ يَحينُ يَومُ غِيابِهِ
وَالكائِناتُ لَدى الرَدى أُلعوبَةٌ {#spc}حَتّى الخُلودُ يَصيرُ من أَلعابِهِ
ما مُذهبُ الدَهرِيُّ ذا لكنَّما {#spc} هو مذهب العَقلِ الحَكيمِ النابِهِ
كَم مِن عُصورٍ قَبلَ آدم أَدبَرَت {#spc}وَمَضى بِها النِسيانُ عِندَ إِيابِهِ
وَعَقيدَةُ الإِنسانِ راسِخَةٌ بِهِ {#spc} حَتّى يُحجّبَه الرَدى بِحِجابِهِ
لَو كانَ يَقرَأُ في الأَثيرِ كِتابَه {#spc} لَرَأى الحَقيقَةَ في سُطورِ كِتابِهِ
كَم من دِياناتٍ تَمَشَّت في الوَرى {#spc} ذَهبَ الزَمانُ بِها قُبَيلَ ذَهابِهِ
وَلَسَوفَ أَديانٌ تَخَرَّب دينَنا {#spc} وَتَقومُ لِلأَيّامِ فَوقَ خَرابِهِ
ما هذِه الدُنيا سِوى بَحر طَمى {#spc} صدفُ الحَياةِ تَعوم فَوقَ عبابِهِ
هذا يحفُّ بِهِ الغِنى في راحَةٍ {#spc} وَيَعُمُّ ذا فَقرٌ جزا أَتعابِهِ
إِن كانَ جَبّارُ الطَبيعَةِ عادِلاً {#spc}أَينَ المُساواةُ الَّتي بِحِسابِهِ
أَتَراهُ قَد خَلَقَ العَوالِمَ وَاِكتَفى{#spc} بِصَنيعِهِ فَاِرتاحَ فَوقَ وِثابِهِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success