حينَ أَقبَلتِ وَالهَوى فيكِ يَحبو Poem by إلياس أبو شبكة

حينَ أَقبَلتِ وَالهَوى فيكِ يَحبو

حينَ أَقبَلتِ وَالهَوى فيكِ يَحبو{#spc} كانَ حُبّي يَفنى وَناريَ تَخبو
قُلتِ لي بي أَسى فَهَل مِنكَ نُصحٌ {#spc} وَبِنَفسي داءٌ فَهَل مِنكَ طِبُّ
جِئتِ تَستَوصِفينَني في شُؤونٍ {#spc} ما بِها لي يَدٌ وَلا لَكِ ذَنبُ
قُلتِ إِن كانَ لِلشَّرائِعِ رَبٌّ {#spc} مُستَبِدُّ أَلَيسَ لِلقَلبِ رَبُّ
قُلتُ هذا بَيني وَبَينَكِ حَقٌّ {#spc}إِنَّما لِلوَرى فُروضٌ وَكُتبُ
أَلقَوانينُ سَنَّها العَقلُ في النّا {#spc}سِ فَبَينَ الضَميرِ وَالعَقلِ حَربُ
إِن بَينَ السَماءِ وَالأَرضِ حرباً {#spc} قُلتِ حَتّى يَصيرَ لِلنّاسِ قَلبُ
وَمَضَت أَشهُرٌ وَتِلكَ الأَحادي{#spc} ثُ يَدُبُّ الهَوى بِها وَيَرُبُّ
قُلتِ لي مَرَّةً أَتَفهَمُ قَلبي{#spc} قُلتُ يا سِتِّ قلتِ لَيلى أَحَبُّ
قُلتُ يا لَيلَ كَم خَبِرتُ قُلوباً {#spc} فَبِنَفسي مِن ذلِكَ الخُبرِ حَسبُ
غَيرَ أَنّي أَرى بِعَينَيكِ ما لَم {#spc} تَرَهُ مُقلَةٌ وَيَلمِسهُ لبُّ
أَتَكونينَ ذلكَ المَلَكَ البا {#spc} قي وَلَو جاءَ مِن جَهَنَّمَ خَطبُ
أَتَكونينَ فيهِ ما لَم تَكُن أُن{#spc} ثى وَما لَم يَكُن مِن الناسِ حُبُّ
فَتَأَمَّلتِ بي وَقُلتِ وَماضي {#spc} كَ أَلَم تَبقَ مِنهُ نارٌ تُشَبُّ
فَأَفاعي الفِردَوسِ ما زِلنَ حَيّا {#spc} تٍ وَما زالَ سُمُّهُنَ يَدُبُّ
قُلتُ يا لَيلَ قُلتِ بَعدَ الأَفاعي {#spc} جاءَ شِعرٌ مُرَطَّبُ الحُبِّ عَذبُ
صاحِ في عَينَيكَ صَدّاحُ الأَماني {#spc} وَعَلى ثَغرِكَ حُبّي وَحَناني
ما عَلى الدُنيا إِذا عَنَّت بِنا {#spc} لَيسَ في الدُنيا سِوانا شاعِرانِ
فَاِعصُري قَلبَكِ في خَمرِ دَمي {#spc} وَاِجعَلي الأَيّامَ في الكَأسِ ثَواني
وَاِرشِفي مِرشَفي {#spc} وَاِهتُفي نَحنُ في
....................{#spc}أُذُنِ الزَمانِ
................{#spc}أُغنِيَّتانِ
جَمعَ الحُبُّ{#spc} بِنا كُلَّ الأَغاني
كانَ في قَلبي مِنَ الحُبِّ بَقايا {#spc} توقظ الماضِيَ وَالماضي خَطايا
حينَ أَشرَفتِ عَلى قَلبي اِمَّحَت {#spc} غَسَلَت روحُكِ بُؤسي وَشَقايا
وَنَما حُبٌّ جَديدٌ في دَمي {#spc} ما نَما أُختَ روحي في سوايا
ما اِرتَوى بي جَوى {#spc} وَالهَوى ما رَوى إلا هوايا
فَإِذا غَنَّيتُ{#spc} شَعَّت في غِنايا
جُنَّتِ الدُنيا كَما نَهوى فَجُنّي {#spc}إِنَّما الدُنيا هَوىً مِنكِ وَمِنّي
أَنزَلَت عَيناكِ في صَحرائِها {#spc}مِن سَماءِ الحُبِّ سَلوايَ وَمَنّي
هيَ كَنّارَةُ فَتحِ في يَدي {#spc} طارَ عَن أَوتارِها الشَكُّ فَغَنّي
فَالغِنا خَمرُنا {#spc}وَالمُنى مِلؤُنا
سَوفَ نَغدو في الوَرى أُسطورَةً {#spc} يَنقُلُ الناسُ الهَوى عَنكِ وَعَنّي
إِنَّ أُنثى غَنَّيتَها مِثلَ هذا ال {#spc} شِعرِ نِسيانُها ولَو شِئتَ صَعبُ
مَن تُراها تَكون أَيَّة أَرضٍ {#spc} كانَ فيها زَرعٌ كَهذا وَخِصبُ
رَأَيتُكِ في قَلبي فَحُلمي مُنَوَّرُ {#spc} وَصُبحيَ مِشراقٌ وَلَيليَ مُقمِرُ
تَرَكتُ أَباطيلَ التَقاليدِ لِلوَرى{#spc} فَإِن كُنتُ في إِثمٍ فَعَيناكِ مَطهَرُ
أُحُبُّكِ لا أَدري لِماذا أُحِبُّها {#spc} كَفانيَ إيماني بِأَنِّيَ أَشعُرُ
وَأَهوى الَّذي تَهوينَ حَتّى كَأَنَّني {#spc} بِقَلبِكِ أَستَهدي وَعَينَيكِ أَنظُرُ
أُحِبُّكِ في قَلبي كَما ثارَ جائِعٌ {#spc}وَهَجَّرَ مُشتاقٌ وَصَلّى مُفَكِّرُ
وَحَقِّ هَوى غَلوا أُحَسُّكِ في دَمي {#spc} وَأُقسِمُ ما في غَلَ حُبٌّ مدمَّرُ
جَرَت في دَمي وَحياً وَتَجرينَ في دَمي{#spc} وَلكِنَّ لَونَ الحُبِّ قَد يَتَغَيَّرُ
أُحِبُّكِ وَالدُنيا سَحابٌ مُغَرِّرٌ {#spc}سَرابٌ وَقَبضُ الريحِ حُلمٌ مُكَسَّرُ
جَعَلنا خَيالَ الحُبِّ فيها حَقيقَةً {#spc}فَنَحنُ عَلى وَهمِ المُحِبّينَ جَوهَرُ
أُحِبُّكِ وَالدُنيا تَغيمُ بِناظِري {#spc} غِشاءٌ عَلى عَينِ الشَبابِ مُحَيَّرُ
أَرى الناسَ مِن حَولي شُخوصاً غَريبَةً {#spc}وَكُلُّ غَريبٍ حينَ تَأتينَ يَحضُرُ
أُحِبُّكِ وَالدُنيا طَنين بِمَسمَعي{#spc} كَأَنّي بِالدُنيا حَديثٌ مَغَوَّرُ
تَهَوِّلُ لي فيها طُيوفٌ كَبيرٌ {#spc} وَكُلُّ كَبيرٍ حينَ أَلقاكَ يَصغُرُ
أُحِبُّك ما أَشهى صَداها بِمَسمَعي {#spc} سَماعٌ لِأَحلامي العِذابِ مصَوَّرُ
تَغَلغَلَ في مَهدي لِأُمّيَ مِن أَبي {#spc} وَباقٍ عَلى قَلبي إِلى حينَ أُقبَرُ
مَن تُراها تَكونُ طوبى لِحُبٍّ {#spc} كانَ فيهِ لِمِثلِ شِعرِك سَكبُ
أَيُّ حُسنٍ أَوحاهُ أَيةُ أُنثى {#spc} بي عَذابٌ مِنها كِشِعرِكَ رَحبُ
تَقرِّبُني نَفسي فَتُبعِدُني غَلوا {#spc} وَيَدفَعُني حُبّي فَتَردَعني التَقوى
أَغالِبُ قَلبي في هَواك فَلا يَني {#spc} وَأُوشكُ أَن أَقسو عَلَيهِ فَلا أَقوى
وَأَشعُرُ في نَفسي بِضَعفٍ أُحِبُّهُ {#spc} فَأُلوي بِهِ عَمّا يُقالُ وَما يُروى
كَأَنِّيَ أَخشى أَن أُطاوِعَ لائِمي {#spc} فَأَسمَعُ تَبكيتاً وَلا أَفهَمُ الفَحوى
أُحِبُّكِ لا أَرجو نَعيماً يُصيبُني {#spc} وَأَبذُلُ مِن قَلبي وَلا أَبتَغي جَدوى
وَقَد كُنتُ أَهوى فيكِ حُسناً أَنا لَهُ {#spc} فَأَصبَحتُ أَهوى فيكِ فَوقَ الَّذي أَهوى
أَراكِ عَلى جَفني أُحسُّكِ في دَمي {#spc} وَأَنشَقُ في روحي شَذا روحِكِ الحُلوا
مَزَجتُكِ بي كَالخَمرِ تُمزَجُ بِالنَدى {#spc}فَمِنكِ بِجِسمي كُلُّ جارِحَةٍ نَشوى
غَير أَنّي أَرى بِسائِرِ ما قُل {#spc} تَ هَوىً فيهِ لِلشَّقاءِ مَهبُّ
أَلغَرامُ الَّذي أَطالَ شُجوني {#spc} حار قَلبي بِهِ وَحارَت عُيوني
لا أُطيقُ الغَرامَ في أَلفِ وَجهٍ {#spc} فَاِذهَبي ما عَرَفتُهُ يَكفيني
وَاِطرُحيني مِن مُقلَتَيكِ وَخَلّيني {#spc} تَعالَي في مُقلَتَيكِ ضَعيني
أَنا في مُقلَتَيكِ أَسعَدُ أَشقى {#spc} فيهِما فَاِذهَبي وَلا تَشقيني
أَنا أَهوى الشَقاءَ لا لَست أَهوا {#spc} هُ تَعالَي إِلَيَّ لا بَل دَعيني
مَن تَكونينَ أَنتِ أَجهَلُ بَل أَع {#spc} رِفُ فَاِمضي عَنّي وَمَن شِئتِ كوني
أَنتِ حُبٌّ في مُهجَتي فَتَعالَي {#spc}أَنتِ هزءٌ في ناظِري فَاِترُكيني
أَنتِ نورٌ في خاطِري وَظَلامٌ {#spc}في خَيالي وَريبَةٌ في جَبيني
وَسُوَيداءُ في دَمي {#spc} وَهُمومٌ عَلى فَمي
أَنتِ عرسٌ في مَأتَمي{#spc} بَسمَةٌ في جَهَنَّمي
وَجَحيمٌ{#spc} في مَبسِمي
آهِ عَيناكِ كَيفَ أُنكِرُ عَينَي {#spc} كِ وَقَلبي عَلَيهِما وَفُتوني
حينَ تَغرَورِقانِ بِالحُبِّ يَطفو {#spc} مِن حَناني عَلَيهِما وَحَنيني
أَنتِ في خاطِري وَروحي نَشيدٌ {#spc} زائِلٌ فَاِهدُميهِ أَو فَاِهدُميني
وَدَعيني أَعُد إِلى يَقظَةِ الماض {#spc} ي فَأَحيا في ذِكرَياتِ جُنوني
آهِ مِن مُقلَتَيكِ لَم يَبقَ إِلّا {#spc} وَهَجٌ في يَراعَتي يُغريني
غَرَقٌ في شَواعِري وَذُهولٌ {#spc} في ضَميري وَرِعشَةٌ في جُفوني
قُلتُ يا لَيلَ قُلتِ شِعرُكَ فيها {#spc}حَيَّرَتني فيهِ مَآسٍ تُغِبُّ
أَرجيمٌ أَتى بِوَجهِ مَلاكٍ {#spc} أَم غَزالٌ في قَلبِهِ حَلَّ ذِئبُ
مَرَّ عَلى قَلبي المُعَنّى{#spc} مَرَّ عَصوف عَلى أَخيه
أَيَعرِفُ القَلبَ كَيفَ جُنّا {#spc} وَكَيفَ جُنَّ الغَرامُ فيه
دَعني فَقَد صارَ نَحنُ كُنّا {#spc} وَحَلَّ ما كُنتُ أَتَّقيه
هَوىً تَسَرّى قَلبي وَحَلّا {#spc}عَلى خَطيف
جاءَ مَعَ الصَيفِ ثُمَّ وَلّى{#spc} مَعَ الخَريف
كَما يَجيءُ الهَوى عَنيفاً {#spc} يَمضي عَنيف
وَليمَةٌ مَدَّها الغَرامُ {#spc}وَسادَها الزَهوُ وَالمَرَح
ما كادَ يَصفو بِها المُدامُ {#spc}حَتّى بَدا الشَكُّ في القَدَح
وَمُذ جَلا عَنّيَ الغَمامُ {#spc}رَأَيتُ في قَعرِهِ شَبَح
سَكَبتُ فيكِ الهَوى أَغاني {#spc} وَالقَلبَ راح
فَأَيُّ شادٍ عَلى حَناني {#spc} سَطا وَطاح
وَأَيُّ مِسخٍ أَحالَ شِعري {#spc} إِلى نُباح
حَلَفتُ بِاِسمِ الهَوى وَبِاِسمِك {#spc} فَبِاِسمِ مَن كُنتِ تَحلِفين
وَحَقِّ قَلبي وَحَقِّ سَهمِك {#spc} أَخشى عَلى الخُبثِ أَن يَبين
أَن يَأكُلَ البُؤسُ جِسمِك {#spc} وَتُبذَلَ النَفسُ وَالجَبين
أَيَحجُبُ الخامِلونَ عَنّي {#spc} ما تَبدِعين
لَقَّنتُ في مُقلَتَيكِ فَنّي {#spc} لِلعاشِقين
وَأَنتِ عِشقي فَلِم أَغنّي {#spc}وَتَصمُتين
قُلتُ يا لَيلَ إِنَّ حُكمَتِ ظالِم {#spc} فَاِرحَميها فَالحُبُّ كَاللَهِ راحِم
لَم تَجيئني بِدون قَلبٍ بَريءٍ {#spc} إِنَّما أَلسُنُ الوُشاةِ أَراقِم
قُلتِ في مُقلَتَيكِ مِنها خَيالٌ {#spc} فَهَواها ما ماتَ بَل هُو نائِم
لَيتَني جِئتُ قَبلَها قُلتُ لَو جِئ {#spc} تِ لِأَلفَيتِ في تُرابي جَماجِم
كانَ قَلبي يا لَيلَ يدفُنُ ماضي{#spc} هِ فَلَم تَبتَلي بِتِلكَ المَآتِم
كانَ روحي إِذ أَقبَلَت يَتَنَزّى ال {#spc} حِقدُ فيهِ وَكانَ حُبِّيَ ناقِم
فَالأَفاعي لَم تُبقِ إِلّا سُموماً {#spc} في جَناني وَفي ضَمري سَمائِم
كانَ في صَوتِها ذَرورٌ مِن السِح {#spc} رِ وَهذا الذَرورُ كانَ مراهِم
فَتَلاشى حُلقومُها في لَظى نَف {#spc} سي يلاشي فَحيحَ تِلكَ الحَلاقِم
حُبُّها كانَ مطهراً لِعَذابي {#spc} قُمتُ مِنهُ إِلى نَعيمٍ قائِم
فَعَلى مُقلَتَيكِ سِحرٌ غَريبٌ{#spc} فيهِ مِن بَهجَةِ السَماءِ مَباسِم
وَنَقاءٌ عَلى جَبينِكِ يا لَي {#spc} لى كَأَنَّ المَلاكَ ما زالَ حائِم
لي إِلى اللَهِ في حَنانِكِ مِرقا {#spc} ةٌ وَفي صَوتِكِ الشَجِيِّ سَلالِم
أَنا يا لَيلَ أَسعَدَ الناسِ حُبّاً {#spc}مِلءُ عَيني نورٌ وَقَلبي وَلائِم
سَوفَ تُمحى رُؤىً وَتَنهارُ أَحلا{#spc} مٌ وَتَبلى مُنىً وَحُبّيَ دائِم

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success