أَيَكون الهَوى نَدىً وَمَلابا Poem by إلياس أبو شبكة

أَيَكون الهَوى نَدىً وَمَلابا

أَيَكون الهَوى نَدىً وَمَلابا {#spc} وَثِماراً جَنى الهَناء رِطابا
أَيَكونُ الهَوى اِعصُرِ الصُبحَ وَاللَي {#spc} لَ شَراباً وَأَترِعِ الأَكوابا
وَاِرفَعِ الأَلسُنَ الرَديئَةَ عَنّا {#spc} وَليَكُن عَيشُنا نُفوساً طِرابا
وَالزَمانُ الرَجيمُ دارُ نَعيمٍ{#spc} لِسِوانا لا تُفتَحُ الأَبوابا
أَيَكونُ الهَوى اِقطُفِ الشَهدَ ما أَص {#spc} فى اللَيالي وَما أَلَذَّ اللُعابا
أَلرَبيعُ الطَوّافُ يَزرعُ نوراً {#spc} وَظِلالاً خُلجانَهُ وَالهِضابا
وَلَنا يَقلِبُ السَماءَ فِراشاً {#spc} وَبِنا يَملَأُ السَماءَ شَبابا
أَيَكونُ الهَوى لَنا حُلُمُ الجَ {#spc} نَّةِ فَليَنفَرِط بِنا أَطيانا
وَليَكُن يَقظَةً تَسيلُ مَدى الدَه {#spc} ر فَتُزكي فينا الحَصى وَالتُرابا
تَفجُرُ الكَوثَرَ المُؤبَّدَ فينا {#spc} وَتُصَفّي لَنا الخُلودَ شَرابا
أَلهَوى لا تَخَف صُروفَ اللَيالي {#spc} وَاِنظُرِ البَرقَ كَيفَ يُدمي السَحابا
وَرِياحٌ عَواصِف تَقحَمُ الدو {#spc} حَ تَهزُّ الجُذورَ وَالأَعصابا
نَهَرٌ هائِجٌ فَلا تَتَهَيَّب {#spc} هَولَ أَمواجِهِ وَشُقَّ العُبابا
وَالهَوى أَصغِ في الرِياضِ إِلى البُل {#spc} بُلِ وَاِحذَر فَإِنَّ فيها غُرابا
وَعَلى النَبعِ دُلبَةٌ تَجذِبُ الطَي {#spc} رَ إِلَيها وَالفَأسَ وَالحطّابا
وَعَزيفٌ لِلجِنِّ يُجري عَلى قَل{#spc} بِ المُعَنّى الإِطرابَ وَالإِرهابا
وَالهَوى مَرتَعُ النَعيمِ فَذَلِّل {#spc}سُبُلَ الفَتحِ وَاِملِكِ الأَسبابا
دونَك المَهمَةُ الكَؤودُ فَلَن تَب {#spc} لُغَ إِلّا إِذا بَلَغتَ العَذابا
فَاِقتَحَمتَ السُيولَ سَيلاً فَسَيلاً {#spc}وَعَبَرتَ الغاباتِ غاباً فَغابا
وَهزمتَ النَسناسَ وَالضَبُ {#spc}عَ الحَزراءَ فيها وَالأَرقمَ النَشّابا
قُلتِ ما زالَ في خَيالِكَ نَزرٌ {#spc} من صباغٍ عَلى أَفاعيكَ ذابا
فَاِمحُهُ وَاِغتَسِل كَأَنَّكَ لَم يَع {#spc}رِفكَ ماضٍ وَلم تغَنِّ كتابا
نَحنُ بدءُ الحَياةِ قَبلَ حُلولِ ال {#spc} حُبِّ فينا كانَ الوُجودُ ضَبابا
غَنِّني غَنِّني تَعالَ إِلى الغا {#spc} بَةِ نَغنَم مِنَ الصُخورِ حِجابا
فَهُنا الأَعيُنُ المَريضَةُ تُؤذي {#spc} نا فَتَبني مِنَ الشُكوكِ قِبابا
هذِهِ صَخرَةٌ تَقينا لَظى الشَ {#spc}مسِ وَمن غَدرِةِ العُيونِ الحِرابا
فَطَريقُ الوادي بَعيدٌ فَلا نَخ {#spc} شى ذَهاباً مِن عابِر أَو إِيابا
فَلنُقَطِّع مِن تَحتِها الشَوكَ وَلنَر {#spc} مِ الحَصى وَلَنُمَهِّدِ الأَعشابا
وَلتَكُن خَيمَةً لَنا تُك {#spc} رَمُ الأَحلامُ فيها وَلِلهَوى مِحرابا
تَعبٌ كُلُّها الحَياةُ بَل الحُبُّ {#spc} وَلكِن كَم جَمَّلَ الأَتعابا
أَطلَعَ الشَوكُ في يَدَيكِ دُموعاً {#spc}فَاِجعَليها عَلى لِساني عِتابا
قُلتِ خُذها نَقِيَّةَ العِرقِ مِن حُ {#spc} بّي شفاهاً وَمن حَناني رُضابا
فَأَخَذتُ الدمَ النَقِيَّ وَفي قَل {#spc} بي عُروقٌ تودُّ أَن تَنسابا
وَالرَوابي أَتَذكُرين كَأَنَّ الشَم {#spc} سَ لَجَّت بِها فَصارَت سَرابا
قُلتِ دَعني أَنَل كَما نِلتَ مِنّي {#spc} قَطَراتٍ مِنَ العُروقِ عِذابا
وَلتَكُن بَينَنا مِن الحُبِّ ميثا {#spc} قاً يَكونُ الوَفا لَهُ آدابا
وَلَبِثنا في نِعمَةِ الحُبِّ لا نَس {#spc} مَعُ إِلّا خَيالَهُ المُنتايا
تَتَراءى لَنا الصُخورَ خِياماً {#spc} وَالطُيور الَّتي بِها أَحبابا
كُلَّما فَرَّ طائِرٌ حَمَلَ الوا {#spc}دي إِلَينا مِن حُبِّهِ أَسرابا
وَالمَسا يَنشُرُ الظِلالَ عَلى الدُ {#spc}نيا وَيُلقي عَلى النُفوسِ الثَوابا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success