رفينا تعالي كأس خمر وتارة Poem by إلياس أبو شبكة

رفينا تعالي كأس خمر وتارة

رَفينا تَعالَي كَأسَ خَمرٍ وَنارَةً {#spc} لِنَرجيلَتي ثُمَّ اِغلِقي البابَ وَاِذهَبي
وَلا تَدَعي أُمّي تَفيقُ من الكَرى {#spc} فَإِنّي سَأَقضي اللَيلَ داخِلَ مَكتَبي
هُوَ اللَيلُ لا حسَّ هُناكَ وَلَيسَ {#spc} سَميرٍ يُؤسّي شَقوَتي غَيرُ كَوكَبِ
سَرى في فَضاء اللانهايَةِ هائِماً {#spc} نَظيرَ فُؤادِ العاشِقِ المُتَعَذِّبِ
سُعادُ لَقَد مَرَّت شُهورٌ عَديدَةٌ {#spc} وَقَلبِيَ يَمشي في دُجُنَّةِ غَيهَبِ
تَحفُّ بِهِ الأَشواكُ من كُلِّ جانِبٍ {#spc} كَأَنّي بِها قَد خَبَّأت أَلفَ عَقرَبِ
أَلا ذَوِّبي إِن شِئتِ جَورَكِ في الهَوى {#spc} وَهذا فُؤادي يَشهَدُ اللَهُ فَاِسكُبي
إِذا كانَ أَبلاني مِنَ الدَهرِ مخلَبٌ {#spc} فَلا بُدَّ أَن يَقوى عَلى الدَهرِ مَخلَبي
سُعادُ أَرى الأَسقامَ تَنخرُ هَيكَلي {#spc} وَفَوقي غُرابُ المَوتِ يَشدو فَطِيِّبي
أَلَم تَنظُري الشُبّانَ كَيفَ تَوارَدَت {#spc} وَلكِن لِكُلٍّ مَأرَبٌ غَيرُ مَأربي
دَعيني دَعيني وَاِتبَعي غَيرَ عاشِقٍ {#spc} يَكون كَبيرَ القَلبِ حُلوَ التَحَبُّبِ
أَنا لَم أَزَل وَالعُمرُ في أَوَّلِ الصِبا {#spc} أَتَنتَظرينَ السَعدَ من شاعِرٍ صَبي
سُعادُ غداً تَلقينَ عُنقَكِ طاهِراً {#spc} عَلى صَدرِ ذاكَ الطالِبِ المُتَصَبِّبِ
وَتَنسينَ مَن كانَت تَذوبُ دُموعُه {#spc} عَلى إِثمدٍ في مُقلَتَيكِ مُذَوَّبِ
نعم فَاِنتَسيه فهوَ وَلهان مُذنِبٌ {#spc} وَأَجدرُ بِالنِسيانِ من كُلِّ مُذنِبِ
أَلَيسَ الهَوى ذَنباً كَما قالَ بَعضُهُم {#spc} إِذن أَنا جانٍ فَالهَوى فَوق منكبي
وَلكِن غَداً لا تذكري الزَهر وَالرُبى {#spc} وَلا ياسمين الحَقلِ ما بَعدَ مَغربِ
فَتِذكارُ هاتيكَ الرُسومِ مُقَدَّسٌ {#spc} فَلا تَلمِسيهِ بِاِذّكارٍ مكذَّبِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success