نشيج الغرانيق Poem by RABIA DJELTI

نشيج الغرانيق

- يعرِفُ الطفل أمَّه من ابتسامتها .
~ فرجيل
إلى' الحراقة '..هؤلاء الشباب الذين يلقون بأنفسهم في البحر المخادع، بحثا عن حلم ليس يعني تكتيك حكام بلدانهم الغنية جدا/ الفقيرة جدا . أكتوبر 2006

البحر من أمامي .
والحائط من ورائي ..
أذرعٌ تلوح،
أم زجاج ملون، تؤلمه الكسور؟
سلاما سلاما ..
ها .. يرفع هؤلاءُ كؤوسهم..
رقراقا أعرفه دمي،
من أوداجهم.
في صحة أن لا أموت عطشانا،
يشربون.
رقراقا دمي،
سأهربه،
سأحلله ببسملات الماء،
حلالا خالدا على الحيتان،
وعلى نجمة أغرس أطرافها في الماء،
تسلم على أمي كل مساء.

°°°°°°°°°°°°°
الحائط ورائي
والبحر أمامي:
الأزرق الرمادي لألأة دمعة،
الأزرق الكئيب على مقعده،
الأزرق السماوي الورع،
الأزرق الشره للإبحار،
الأزرق العائم في الزيت،
الأزرق الممدد بسرير فراشة،
الأزرق المرتعش لشهوة الشراع،
الأزرق الأحمر المسلوخ بالذبائح
الأزرق المغتسل بمفاصل الماء،
الأزرق المزرقّ بالقرابين،
الأزرق الفضي غواية الفردوس،
الأزرق الهيولى يسرج أهواله،
الأزرق المنسلت من زرقته،
الأزرق المحموم بحرير رمانة،
الأزرق المتنكر في أنثى ،
الأزرق النائم في النار،
الأزرق الهارب من الغرق ،
الأزرق المذوب من جهنم..
الأزرق أمامي
والحائط ورائي.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

من الحطام أبلغ عشرين غربة ،
حجرات الريح مأواي
وأنت لست لي .
شاهدت محارك، تتقاذفه القصور
ما أجمله
لكنه ليس لي.
شاهدت مسقط النمش على صدرك،
ما أطيبه ..
لكنه ليس لي.
شاهدت حروفك القصوى،
تحرك المراكب شاهقة..
لا بربروس بها
ولا طارق بن زياد،
سوى عربدة المهاوي ،
وأنت ، لست لي.

لغتي حاسرة الرأس
إلا من غزال الرغبة
وأنا الأقلية بين قوسين
وأنت في سريرهم
لست لي .

وددت التشجّر فيك انتصارا..
والمرارة محض ذكرى ،
لكنني بين 'الدفة والحيط '
وأنت لست لي.

من الحطام ،أبلغ عشرين غربة
وجهي أم وجهك..
من أين لعينيك هذا الحوَل؟ .

°°°°°°°°°°°°
استسررتك أمري غريرا
بلا لغات صافيات
فعلمتني فقه الصبر.

هذا الرجل القبيح، كيف لي أن أحبه؟..
يعري أعضاءه السفلى،
يشزرني ، ويصرخ في وجهي:
- إلى البحر.

تلك الأفعى، ترقط التواءها بالحنة ،
مزهوة بسلطة الزواحف..
فحيحها أم سبابتها في وجهي :
_ إلى البحر.

ذلك المؤلف الكبير جدا
يجادل مثل صبيان بيزنطة ،
'يزوخ' ببرنوسه علي ،وليس يراني.

ذلك السياسي النبيه جدا
يحشر أحلامي في ثقوب خطبته،
ثم يلقي بها ، تحت كرسي البرلمان.

ذلك الشاعر الأعظم ..
وللبلاط ورّاقوه
يكتب ما ليس يوقعه،
يأخذ جزاءه عنبا،
ويشير لي زاجرا:
إلى البحر.

هؤلاء الفِتْية،
يقامرون مثلي بزهرتهم،
قد يرفلون في وبر الموت.

تلك الرمانة،
آه كم أحبها..
يترصد الفقر الكافر فراشاتها،
يكسر عقيق ضحكاتها،
ويشير لي :
إلى البحر..

والبحر من أمامي
والحائط من ورائي .

°°°°°°°°°°°
يا ولد .. يا سليل أشجار البلد .
هيئْ خيولَك كبوة كبوة،
هيئ مرمرك رغوة رغوة.
أخْطُ بين الماء وظله،
واحذر أن تبلل طيورك .
هيئ فنارك ، تهتد إليك المرافئ
والسفن الشاردات .
هيئ نبيذك لليلة حوريات البحر.
خذ من كل حلم زوجين ،
ومن الصبر صبرين،
و أغنيتين في فانوس،
خذ ما تُلهي به الحيتان ،
فالأرض قبر مفتوح،
والبحر سر مفضوح.
قمْ.. صلِّ كي يطول عمر الماء،
حتى الهزيع الأخير من الخوف .
فالحائط وراءك،
والأزرق أمامك..
أنت الذكر وأنت الأنثى ،
وأنت الممهور بختم النور ،
و عليك ألا تنسى :
أن البحر..
كل البحر، من دمع أمك .

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success